الحمد لله وبعد ,,,
فلقد اختلفت ألا راء في ألا ونهالأخير ه في هذا لأمر بين :
مويدينـومنكرين
ولقد استدل من أنكر هذا الأ مرعلى"
1ـانه ليس هناك دليل من القران ولا السنةالصحيحة يثبت دخول الجن جسم إلا نسان
2ـاحتجاج البعضبان بعض العلماء قالو بان هذا الأمر باطل وان الجن لا يستطيع أن يدخل جسمالإنسان
3ـأن الجن مخلوق من نار والإنسان مخلوق من طينولو مس الجن الإنسان لا حرقه0
نقول وبالله التوفيق إلى هؤلاء الذين يقولون بأنهليس هناك أدله أن ألا دله كثيرة وواضحة في هذا ألا مر "
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :"ودخول الجن في بدن الإنسان ثابتباتفاق أئمة أهل السنة والجماعة.. وليس في أئمة الإسلام من ينكر دخول الجني في بدنالمصر وع وغيره".
وتحدث رحمه الله عن صرع الجن للإنسان ثم قال: "وقد اتفق عليهأئمة الإسلام كما اتفقوا على وجود الجن".( الرد على المنطقيينص 47)
يقول أبو الحسن الأشعري :"وإن الشيطانيوسوس للإنسان ويشككه ويتخبطه. خلافاً لقول المعتزلة والجهمية،
كما قال الله عز وجل
الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )سورة البقرة: 275.( الإبانة في أصول الديانة ص12)
- الخبط:الضرب بغير استواء كخبط العشواء، يتخبطه الشيطان: يصرعه ويضرب بهالأرض، وسيتضح هذا المعنى في سياق عرضنا للأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال أئمة أهلالعلم في ذلك.
أولا :-أدلة صرع الجن للإنس من القران الكر يم 0
قال تعالى :{ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِييَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّمَاٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَا وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَا فَمَنجَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَٱنْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَىٱللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }( البقره 275)
قالالإمام القرطبى"
في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهةالجن وزعم انه من فعل الطبائع وان الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس ...( تفسير القرطبى )
وفى تفسيرابن كثير:-
قال ابن كثير( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كمايقوم المصر وع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياما منكرا )( تفسير القرآن العظيم – 1 / 334 ) 0
قال الإمام الطبر ى :-
لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كمايقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ويعنى بذلك يتخبطه الشيطان في الدنيا وهو الذييتخبطه فيصرعه من المس يعنى من الجنون.."(تفسير الطبرى)
وقال القر طبى:-
والمعني من قبر هو "قال ابن عباس ومجاهد وابن جبير وقتاده والربيع والضحاك والسدى وابن زيد وقالبعضهم:يجعل معه شيطان يخنقه ثم قال
في هذه الآية دليل على فساد من أنكر الصرعمن جهة الجن وزعم انه من فعل الطبائع وان الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منهمس ..( تفسير القرطبى )
وقالالشوكانى :-
قوله(إلا كما يقوم الذي يتخبطهالشيطان من المس )أي إلا قياما كقيام الذي يتخبطه،والخبط :الضرب بغير استواء كخبط العشواء وهو المصر وعوالمس "الجنون
وفى هذه الآية دليل على فساد قول من قال :أن الصرع لا يكون منجهة الجن وزعم انه من فعل الطبائع
(تفسير فتح القد يرللشوكانى )
وقال القسمى :-
أي لايقومون من المس الذي بهم إلا كما يقوم المصر وع من جنونه والمعنى أنهم يقومون يومالقيامة مخبلين كالمصر وعين..( تفسير محاسن التأويل للقاسمى )
وقال الالوسى :-
(إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )أى إلا قياماكقيام المتخبط المصر وع في الد نيا(من المس)اى الجنونيقال:مس الر جل فهو ممسوس إذا جن واصله المس باليد وسمي به لا ن الشيطان قد يمسالرجل و أخلا قه مستعدة للفساد فتفسد ويحدث الجنون .
وفىتفسير الفخر الرازي :-
التخبط معناه الضرب على غير استواء ويقال للذييتصرف في أمر ولا يهتدي فيه انه يخبط خبط عشواء وخبط البعير الأرض بأخفافه وتخبطهالشيطان إذا مسه بخبل أو جنون لا نه
كالضرب على غير استواء ،وتسمى أصابهالشيطان بالجنون والخبل "خبطه ويقال به خبطه من الجنون والمس الجنون 0 ( تفسير مفاتيح الغيب 7/77)
-قالتعالى
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْطَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )( الأعراف – 201 ) 0
قال ابن كثير
ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه )( تفسير القرآن العظيم – 2 / 267 ) 0
تلك تفسَّيربعض علماء أهل السنة والجماعة الآية الكريمة على ظاهرهادون تأويل يخرجها عما تقتضيه معاني لغة العرب،
ثا نيا "أدلة صرع الجن للإنس من السنة 0
وأذكر هنا بعض من الأحاديث الصحيحة التي تدل صراحة على صحة هذاالاعتقاد الذي ذهب إليه أهل السنة والجماعة في إثبات دخول الجن في بدن الإنسانوصرعه له،
- عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه -قال
لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم علىالطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلتإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسولالله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ماأدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 أدنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0ثم قال : ( الحق بعملك )( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0
ـ عن عثمان ابن بشر قال :سمعت عثمان بنأبى العاص (رضي الله عنه )يقول :شكوت إلى رسول الله(صلى اللهعليه وسلم )نسيان القران فضرب على صدري بيده فقال : يا شيطان اخرج من صدر عثمان فعلذلك ثلاث مرات قال عثمان "فما نسيت منه شيء بعد أحببت أن اذكره ""
رواه الطبرانى وحسنه الالبانى في السلسلة الصحيحة 6/2918..
ودلالة الحديث على تلبس الجن بالإنسانظاهرة،فقوله صلى الله عليه وسلم:"اخرج عدو الله"تدل على وجود الشيطان، فلذا أمَرَه عليه الصلاة والسلام بالخروجمنه.
وما رواه البخاري ومسلموأبو داود عن صفية بنتحيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:"كان النبي معتكفاً،فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دارأسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي : "علىرسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: "سبحان الله يا رسول الله! فقال: "إن الشيطانيجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئاً"
استدل بهذا الحديث على قدرة الجن سلوك بدن الإنسان جماعة منعلماء وأئمة أهل السنة والجماعة للشيطان قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجاريدمه.(انظرصحيح مسلم بشرح الإمامالنووي4/157)
ولقد ذكر الطبيب الدكتور عدنان الشريف:أن جميع أمراض المس الشيطاني العقلية والنفسية والجسدية يشرح كيفيتها هذاالحديث الشريف، بما أن الدم يصل إلى كل خلية في أعضاء الجسم، فليس من الصعوبة إذنأن نفهم كيف يعطّل الشيطان آلية العضو الذي يمرضه في الإنسان ما دام بمقدوره الوصولبواسطة الدم إلى كل خلية من خلايا الجسم، نقلاً عن كتاب الدكتور إبراهيم كمال أدهم"العلاقة بين الجن والإنس"
قالالنووي :قوله صلى الله عليه وسلم :
( " أن الشيطانيجري من الإنسان مجرى الدم ")
قال القاضي وغيره :قيل : هو على ظاهره ، وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطنالإنسان مجرى الدم )( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
ـ يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله - :
تعليقا على هذا الحد يث" و( وفيالحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمناصالحا )
في ذلك أحاديث كثيرة وقد كنت خرجت أحداهما فيما تقدم برقم485"
من حد يث يعلى ابن مرة قال
سفرت مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) فرأيت منه شيئا عجيبا وفيه أتته امرأةفقالت "أن أبنى هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين فقال (صلى الله عليهوسلم)(إدنيه) فأدنته منه،فتفل في فيه وقال اخرج عدو الله أنا رسولالله)..
رواه الحاكم وصححه .ووافقه الذهبي..رواهالإمام احمد البداية و النهاية"
وقال الالبانى ـ وبالجملة فالحديث بهذهالمتابعات جيد..مجموعه السلسلة الصحيحة م"6"القسم الثاني ص.1002..
- عن عم خارجة بن الصلت التميمي -رضي الله عنه -: ( أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا منعنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أنصاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ،فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( هل إلاهذا ) وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ،فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق )
( السلسلة الصحيحة – 2027 ) 0
عن عطاء بن رباح قال :قال لي ابن عباس - رضي الله عنه –
ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداءأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إنشئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إنيأتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها )( متفقعليه )0
وقد روى البخاري في صحيحةعن عطاءأن اسم هذه المرآة أم زفر والظاهر أن الصرع الذي كان بها من الجن .
فلقد ذكر ابن حجر العسقلاني عدة طرق لهذا الحديث ثم قال: "وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كانمن صرع الجن لا من صرع الخلط"وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير فيأسد الغابة في ترجمة أم زفر أنها هي التي كان بها مس من الجن
قال الحافظ بن حجر في الفتح( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباسفي نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان -فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقديؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلطانتهى )( فتح الباري – 10 / 115 ) 0
وفى رواية اخرىلهذا الحديث قال( أتت امرأةإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف – أي مس من الشيطان - ، فقالت : يا رسولالله ! ادع الله أن يشفيني 0 قال : " إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك ، وإن شئتفاصبري ، ولا حساب عليك " 0 قالت : أصبر ، ولا حساب علي )( أخرجه الإمام أحمد والحاكم
- عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي ، عن أبيها( أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معهبابن له مجنون ، أو ابن أخت له - قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليهوسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنهثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى اللهعليه وسلم ، فقال : ( ادنه مني ، اجعل ظهره مما يليني ) قال بمجامع ثوبه من أعلاهوأسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدوالله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول 0 ثم أقعده رسول الله صلى اللهعليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعددعوة رسول الله يفضل عليه )( رواه الطبراني ) 0 فيالمستدرك ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ) 0
- عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف منالجنون - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخرج عدو الله أنا رسول الله )0قال : فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من أقط وسمن ، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الإقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليهاالآخر )( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 – 877 ) 0
- قال الأستاذ عبدا لكريم نوفان عبيدات
فهذه الأحاديث بطرقها المختلفة قد دلت على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبالشيطان الذي صرع الصبي وأفقده عقله ، بقوله له : بسم الله ، أنا عبد الله ، اخسأعدو الله 0 فيعود الصبي وقد ذهب ما به ، وتهدي تلك المرأة إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم كبشين وشيئا من لبن وسمن ، فيرد - عليه السلام - الكبشين كما جاء في بعضالروايات ، ويأخذ أحداهما كما في روايات أخرى ، ويأخذ اللبن والسمن ، ولعلها تكونحوادث مختلفة ، وهي تدل دلالة مباشرة على أن شرار الجن يصرعون الإنس ، فيصاب المصروع بالجنون ، حيث يجعله يتخبط في حركاته )( عالم الجن في ضوءالكتاب والسنة - ص 267 - 268 ) 0
- عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال
رأيت من رسول الله صلى اللهعليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتىإذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذاالصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : (ناولينيه ) ، فرفعته إليه ، فجعله بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر ( فاه ) ، فنفثفيه ثلاثا ، وقال : ( بسم الله، أنا عبدا لله ، اخسأ عدو الله ) ، ثم ناولها إياه ،فقال : ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبناورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياة ، فقال ( ما فعل صبيك؟ ) فقالت :والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذمنها واحدة ورد البقية )
( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 ، 877 ) 0
ولقصة الصبي التي رواهايعلى بن مرة رضي الله عنه عدة شواهد،منها ما رواه جابر بن عبد الله رضيالله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر -قال كلاماً طويلاً- ثمذكر: أن امرأة جاءت بابن لها وقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يومثلاث مرات لا يدعه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتناوله فجعله بينه وبينمقدمة الرحل، فقال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله، وأعاد ذلك ثلاث مرات، ثم ناولهاإياه، فلما رجعنا وكنا بذلك الماء عرضت لنا تلك المرأة ومعها كبشان تقوداهما والصبيتحمله، فقالت: يا رسول الله اقبل مني هديتي، فوا الذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا أحداهما وردُّوا الآخر.."
والحديث صحيحالإسناد، ويحتج به -كما هو واضح في تخريجه بالهامش- ووجه الدلالة في الحديث واضحة،فقول الراوي " ثم فغر فاه، فنفث فيه ثلاثاً" ثم قوله "بسم الله، أنا عبد الله اخسأعدو الله" دليل على أن الصبي كان يعاني المسّ الشيطاني الذي سبب له بلاءوغماً.
وذلك لأن تفل النبي صلى الله عليه وسلم في جوفالمريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان لهو أقوى دليلعلى دخول الجني ، واستقراره في جوفه 0
- عن أنس –رضي الله عنه –
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معإحدى نسائه ، فمر به رجل ، فدعاه فجاء فقال : يا فلان هذه زوجتي فلانة ، فقال : يارسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم )( متفق عليه ) 0
- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تثاءب أحدكم فليضع يدهعلى فيه ، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب )(صحيح أبوداوود 1375 ) ( صحيح الجامع 426 ) 0
قال الحافظ فيالفتح
فيحتمل أن يراد الدخول حقيقة ، وهو وإن كانيجري من الإنسان مجرى الدم ، لكنه لا يمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى ، والمتثائبفي تلك الحالة غير ذاكر ، فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة 0
ويحتمل أن يكونأطلق الدخول وأراد التمكن منه ، لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه )( فتح الباري – 10 / 628 ) 0
- عن أبي اليسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي والهدم والغموالحريق والغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأن اقتل في سبيلك مدبرا ، وأعوذ بك أن أموت لديغا )
( صحيح أبو داوود 1373 ) 0
فقوله عليه الصلاة والسلام:"أن يتخبطني"فيه دلالة واضحة على المسالحقيقي.
يقول ابن الأثير
يتخبطني)تخبطه الشيطان إذا صرعه ولعب به( النهاية في غريب الحديث – 2 / 8 ) 0
وجاء في لسانالعرب:التخبط من الشيطان: إذا مسَّ الإنسان بخبل أو جنون
واستدل بهذا الحديث على إثبات صرع الشيطان للإنسان غير واحد منأهل العلم
- عن أنس - رضي الله عنه - قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أعوذ بكمن البرص ، والجنون ، والجذام ، ومن سيئ الأسقام )( صحيح أبو داوود 1375 ) 0
قال القرطبي
والمس الجنون ، يقال : مس الرجل وألس ، فهو ممسوس ومألوس إذا كان مجنونا )( الجامعلأحكام القرآن – 3 / 230 ) 0
- عن أبي هريرة - رضيالله عنه - أنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن الحجاب )( أخرجه البخاري في صحيحة ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح
قالالقرطبي : هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط ، فحفظ الله مريم وابنها منهببركة دعوة أمها حيث قالت
وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَوَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )( آلعمران – الآية 36 ) ، ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى )( فتح الباري – 6 / 368 ) 0
- عن أنس - رضي اللهعنه - قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لماصور الله آدم - عليه السلام - في الجنة ، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل إبليسيطيف به ، ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك )( صحيح الجامع - 5211 ) 0
قال الشيخ عبداللهبن محمد السدحان : ( وهذا من الأدلة على تلبس الجان جسم الإنسان)
( قواعد الرقية الشرعية – ص 8 ) 0
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :قال رسول الله صلىالله عليه وسلم
إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثرثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه )( متفق عليه ) 0
قال النووي
قال القاضي عياض : يحتمل أنيكون قوله صلى الله عليه وسلم:" فإن الشيطان يبيت على خيشومه "على حقيقته ، فإن الأنف أحد منافذ الجسم التي يتوصل إلى القلب منها ، لاسيما وليس من منافذ الجسم ما ليس عليه غلق سواه ، وسوى الأذنين )
( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال
كان رسول الله صلىالله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول :
( اللهم إني أعوذبك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه ، قال : فهمزه الموتة ، ونفثه الشعر ،ونفخه الكبرياء )( صحيح أبو داوود 701 ) 0
قال ابن كثير
وقد ورد في الحديث :فهمزه الموتة وهو الخنق ، الذي هو الصرع )
( البدايةوالنهاية – 1 / 61 ) 0
والحديث له عدة شواهد، منها رواية عبد اللهبن مسعود ، ورواية جبير بن مطعم رضي الله عنهما ، وفيروايتهقال: نفثه:الشعر، ونفخه: الكبِر، وهمزه: الموتة.
قال ابن الأثير:والموتة: الجنون، لأن المجنون ينخسه الشيطان،والهمز والنخس أخوان
وقال ابن كثير:"فهمزه الموتة،وهو الخنق الذي هو الصرع .
وجاء في لسان العرب:الموتة:جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان فإذا فاق عادإليه عقله .
وذكر الشوكاني:أنه فسَّر غير واحد منالمحدثين قوله"همزة" بالموتة، والمراد بها هنا الجنون .
والحديث صحيح الإسناد، فلقد صحح رواية الترمذي أحمد شاكر محقق سننالترمذي ، وصحح الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رواية كل من أبي داود والترمذي .
من أقوال العلماء وما جرى لبعضهم منمشاهدات.
الإمام أحمد بنحنبل:
جاء في كتاب "طبقات الحنابلة"للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفداء:أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس فيمسجده فأنفذ إليه الخليفة العباس المتوكل صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع، وسألهأن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلىصاحب له، وقال له: امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له، يعنيالجن: قال لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين.فمضى إليه، وقال له مثل ما قال الإمام أحمد، فقال له المارد على لسان الجارية:السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به، إنه أطاع الله، ومنأطاع الله أطاعه كل شيء، وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً، فلما مات أحمدعاودها المارد، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال، فأخذ المروذيالنعل ومضى إلى الجارية، فكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولاأطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع الله، فأمرنا بطاعته.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:قلت لأبي: إن قوماً يقولون: إنالجن لا يدخل في بدن المصروع من الإنس، فقال: يا بني يكذبون، وهو ذا يتكلم علىلسانه.
( مجموعه الفتا وى19/12)
شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال رحمه الله: "إن دخول الجني بدن الإنس، وتكلمه على لسانه بأنواع الكلام وغير ذلك أمر قد علمهكثير من الناس بالضرورة..".
لقد عالج ابن تيمية الإنسان المصروع بسبب الجني مراتكثيرة، وحدَّث عن نفسه في ذلك فقال: "كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطولوصفها بحضرة خلق كثيرين".
ذكر رحمه الله مقالة الإمام أحمد –السابقة- في الردعلى استفسار ابنه: "يا بني يكذبون، وهو ذا يتكلم على لسانه" ثم قال: وهذا الذي قالهأمر مشهود، فإنه يصرع الرجل، فيتكلم بلسان لا يُعرف معناه، ويُضرب على بدنه ضرباًعظيماً لو ضُرب به جمل لأثـَّر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولابالكلام الذي يقوله" .( مجموع الفتاوى - 19/60-24/277 )
العلامة ابن قيمالجوزية:
عقد رحمه الله في كتابه "زاد المعاد في هدى خيرالعباد" فصلاً بعنوان: "هديه في علاج الصرع" تحدث فيه عن صرع الجن للإنسان مستدلاًبوقوعه بالسنة النبوية وبإقرار الأطباء به، ثم بالحس والمشاهدة، ومما قاله في ذلك "والحس والوجود شاهد به" وذكر مشاهداته لشيخه ابن تيمية وهو يعالج مرضى الصرع فقال: "وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخأخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت ماردةفيخرجها بالضرب، فيفيق المصروع، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً"( زاد المعاد 3/177-181)
ويقول الإمام ابن القيــم مخبراً عن شـــيخه:-
( وشاهدت شيخنا يُرسل الى المصروع من يخاطب الروح التى فيه ويقول: قال لك الشيخ اخرجىفإن هذا لايحل لكِ فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردةفيُخرجها بالضرب فيَفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدْنا نحن وغيرنا منه ذلكمراراً وكان كثيراً ما يقرأ فى أذن المصروع
( أَفَحَسِبْتُمْأَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَالا تُرْجَعُونَ )( المؤمنون/115)
وحدثنى أنه قرأها مرة فى أذنالمصروع فقالت الروح نعم ومَدَّ بها صوته قال: فأخذت له عصا وضربته بها فى عروقعنقه حتى تخلت يداى من الضرب ولم يشك الحاضرون بأنه يموت لذلك الضرب ، فقعد المصروعيلتفت يميناً وشمالاً وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له وهذا الضرب كلهقال وعلى أى شىء يضربنى الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة 0( زاد المعاد 3/84 – 85)
الإمام حسن البنا :-
ومن أدلة الحس والمشاهدة ما ذكرهالإمام الأستاذ حسن البنا أنه لما زار مدينة السويس عرض عليه أحد الإخوان قصةامرأته التي ينتابها بين الحين والآخر مرض، تفقد فيه وعيها ويحولها إلى وحش كاسر،ثم قام الأستاذ البنا بقراءة القرآن الكريم عليها، وإذ به يسمع صوتاً ينبعث من جسمالمرأة يستعطفه سائلاً إياه ألاَّ يحرقه، ثم أمره البنا أن يخرج من إصبع قدمها،فخرج كما أمره، وإذ بالمرأة تقوم كأنها حلت من عقال وكأن لم تكن أصيبت منقبل".
انظر القصة بتمامها الإخوان المسلمون أحداث صنعتالتاريخ، دار الدعوة -الإسكندرية- 1/189.
يقول الشيخ محمد متولى الشعر اوى رحمه الله تعليقا على هذا الحد يث :
"على اننا لا بد ان نتعرض الى حد يث رسول الله (صلى اللهعليه وسلم )الذى يقول فيه(ان الشيطان يجرى من الا نسان مجرىالدم)ذلك ان بعض المستشرقين يحاول التشكيك فى هذا الحد يث ونقول لهؤلا ءالمشككين الذين يحا ولون ان يجدوا ثغره ينفثون من خلا لها سمومهم ،وهيهات ،ان الدمفيه مكونات كثيره تجرى فيه منه الحد يد والفوسفات،والكا لسيوم وغير ذلك من مكوناتهالتى اظهرته لنا التحاليل الحديثه،بل ان الميكروبات والجراثيم وهى جسم مادى تخترقمن الجلد وتد خل الى الدم وتظل فيه فتره حضا نتها حتى تتكا ثر وتقوم بينها وبينكرات الدم البيضار معا رك ،والشيطان ليس مخلوقا من ماده الطين ،بل هو مخلوق من مادهاكثر شفافيه ،وهى غا يه فى اللطف والد قه ،فكيف تستكثر ان يخترق الجلد ويجرى فىالدم كما تجرى عشرات المواد الصلبه ونحن لا نحس به
- إن أذى الجن للإنسانثابت بالدليل السمعي والدليل الحسي، والعقل لا يحيل ذلك، بل يجيزه، ولولا المعقباتمن الملائكة التي كلفها الله تعالى حفظ الإنسان لما نجا أحد من الشياطين، وذلك لعدمرؤية الإنسان لهم، ولقدرتهم على التشكيل والتحول بسرعة، ولأن أجسامهم من اللطافةبحيث لا نشعر بها ولا نحس .
( أبو بكر الجزائري -مصدرسابق- ص 228).
ولقد جاء في الأحاديث الصحيحة مايدل على أن الشيطان له قدرة على الإيذاء الحسي البدني، ومن ذلك: قتل الجني لفتى منالمسلمين في عهد رسول الله ، ومحاولته لقطع الصلاة على رسول الله وخنقه عليه الصلاةوالسلام له ومجيء الشيطان للرسول عليه السلام وهو في الصلاة بشهاب من النار ليجعلهفي وجهه ونخس الشيطان للمولود فيستهل صارخاً من هذه النخسة ، وسرقته للطعام ونحوهمن المسلمين
. ومن الادلة العقلية
يقولالقرطبي:
"إذا كانت أجسام الجن رقيقة، فإن العقل لا يحيل سلوكهم فيالإنسان، وإذاكانت كثافاً، فإنه يصح دخول الجن في الإنسان أيضاً كما يصح دخولالطعام والشراب في الفراغ من الجسم، وكذلك الديدان قد تكون في ابن آدم وهي أحياء" .
( تفسير القرطبي -بتصرف- 2/ 50).
- إنَّقولهم بأن الجن أجسام لطيفة ليس فيها قوة وصلابة فلا تقدر على صرع الإنسان وقتله..فباطل: لأنه لم يدل دليل عقلي ولا نقلي على امتناع ذلك، وقدَّمنا الأدلة من الحديثالشريف التي تثبت قدرته على ذلك، ثم إن الجن له قدرة وسرعة على التحول والتشكل بإذنالله تعالى في صور كثيرة. والتيار الكهربائي يضعف الإنسان ويقتله بمجرد لمسهللأسلاك الساري فيها التيار لا لقوته وصلابته بل لخواص أخرى يتميز بها، وإذا كانللجن قدرة على دخول أبدان الناس –كما بينا سابقاً- فإن إيذاء الجن للإنسان من داخلنفسه لا يحتاج إلى قوة وصلابة، بل ثبت أن أضعف المخلوقات من الجراثيم والفيروساتوالميكروبات يسبب للإنسان إيذاءً قد لا يقدر على دفعه، بل وقد يكون فيه هلاكهوحتفه. ثم إن دقة تركيب الدماغ والجهاز العصبي لدى الإنسان تجعل من السهولة إحداثخلل كبير فيه يؤدي إلى الصرع من دخول جسم الجن اللطيف فيه وتمكنه منه.
( انظر برهان الشرع - ص 180)
واما من انكر دخول الجن جسم الإنسان لان الإنسان مخلوق من العناصرالأربعة( هواء وماء و تراب ونار)والجن مخلوق من نار و،ولو مس الجن الإنسان لا حرقه .
نقول لهؤلاء
إن الجن وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قداستحالا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل مثلما استحال بني أدام عن عنصرهمالترابي بذلك
وفضلاً عن هذا فإن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبوالإنس من تراب
وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقاً من النار كما أن كلواحد من بني آدم ليس مخلوقاً من تراب.وبالإضافة إلى هذا فإن النبي أخبر أنه وجد(برد)لعاب الشيطان الذي عرضله في صلاته على يده لما خنقهوفي رواية قال النبي صلى اللهعليه وسلم( فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسانالشيطان)قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )( إن الشيطان ن يجرى من الإنسانمجرى الدم).
.رواه البخا رى2038..ومسلم2175 بلفظـ( فان الشيطان يجرى من احد كم مجرى الدم )
س ـ من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلميةوألا فتاء بالسعودية ""
يمرض الا نسان فيصبح يتكلم بكلام غير عادى فيقولالناس انه ممسوس بجن هل هذا صحيح ام لا ؟ ويا تون بحا فظ القران فيقرا عليه حتىيرجع الى حا لته العا ديه ،وكذ لك فى الزفاف يربطون العر يس (بقراءه خا صه لايستطيع ان يجا مع زوجته اثناء دخوله )هل هذا صحيح ام لا ؟
ج ـ الجن صنف منمخلوقات الله ورد ذكرهم فى القران الكريم والسنه وهم مكلفون مؤمنهم فى الجنه وكا فرهم فى النار ومس الجن للا نسان امر واقع ونستعمل للعلا ج من مسه الا دويه الشرعيهمن الدعاء والقراءه بشىء عليه من القر ان .
ثا نيا ـ اما قراءه شىء فى ليلهالزواج بحيث يكون العر يس مربوطا عن زوجته ليله الزفاف او عند العقد .فلا يجا معهافهذا نوع من السحر،والسحر محرم لا يجوز تعطيه وقد ثبت النهى عن تعطيه فى القرانوالسنه،وان حد السا حرالقتل:
وصل الله على محمد واله وصحبه وسلم ..اللجنه الدائمه للبحوث العلميه والا فتاء
رئيس اللجنه الشيخ /عبدالعزيزابن عبد الله ابن باز (رحمه الله تعالى )
يقولالشيخ محمد حامد:
إذا كان الجن أجساماً لطيفة ، لم يمتنع عقلاً ولا نقلاًسلوكهم فى أبدان بنى آدم ، فإن اللطيف يسلك فى الكثيف كالهواء مثلاً فإنه يدخل فىأبداننا ، وكالنار تسلك فى الجمر وكالكهرباء تسلك فى الأسلاك ، بل وكالماء فىالأتربة والرمال والثياب مع أنه ليس فى اللطافة كالهواء والكهرباء 0
قــال:وقد وقف أهل الحق موقف التسليم للنصوص المخبرة بدخول الجنأجساد الإنس وقد بلَغَت من الكثرة مبلغاً لايصح الإنصراف عنه إلى إنكار المنكرينوهذيانهم
فإن الوحى الصادق قد أنبأنا هذا ، وإن الإذعان له يقتضيه دون ما تأويلسخيف يخرج بالنصوص عن صراطها إلى تعريجات لايسلم معها إسلام ولا ينعقد بها إعتقادصحيح هو الإيمان المجزىء المنجى من نار الخلود فى الآخرة
قــــال:ووقائع سلوك الجن فى أجساد الإنسى كثيرة مُشَاهدة لاتكاد تُحصى لكثرتها فمنكر ذلك مصطدم بالواقع المشاهد ، وإنه لينادى ببطلان قوله( ردود على أباطيل 2 / 135 )
الاقتران الشيطاني في التوراةوالإنجيل
إن معتقدات الأوروبيين وغيرهم من النصارى توجب عليهم الإيمان بتلبس الجن لأجسام بعض الناس، فالكتاب المقدس عندهم أثبت الصرع الشيطاني، وتروي الأناجيل قصصاً كثيرة تفيد أن المسيح عليه السلام قد شفي على يديه كثير من المرضى، وأنه أخرج الشيطان من كثيرين أصيبوا بالمس والصرع. ومن ذلك:
ما جاء في إنجيل متى: "وفيما هما خارجان إذ إنسان أخرس مجنون قدّموه إليه، فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس، فتعجب الجموع قائلين: لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل..".
( إنجيل متى: الإصحاح الثامن، الفقرة 32).
ورد في إنجيل متى النص التالي
ولما جاء إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق ، وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع 00 أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا ، وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى ، فالشياطين طلبوا إليه قائلين : إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير ، فقال لهم : امضوا 0 فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير 0 وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه ، أما الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة وأخبروا عن كل شيء وعن أمر المجنونين )
(انجيل متى – الإصحاح الثامن – الفقرة " 28 – 33 " )
وورد أيضاً : ( ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا : يا سيد اِرحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء ، وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه 0
فأجاب يسوع وقال : أيها الجيل غير المؤمن الملتوي : إلى متى أكون معكم إلى متى أحتملكم قدموه إلي هاهنا ، فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة )
( انظر : انجيل متى – الإصحاح السابع عشر – الفقرة " 14 – 18")
-ما جاء في إنجيل لوقا: "وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم آه ما لنا لك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت: قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس وأخرج منه، فصرعه الشيطان في الوسط، وخرج منه ولم يضره شيئاً".
(إنجيل لوقا: الإصحاح الرابع، الفقرات 32-37، وانظر نفس القصة إنجيل مرقص: الإصحاح الأول، الفقرات 21-28).
وجاء في إنجيل لوقا : ( وصاروا إلى كوة الحواريين التي في مقابل الجليل ، ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل ، وكان لا يلبس ثوباً ، ولا يقيم في بيت بل في القبور ، فلما رأى يسوع صرخ وخر لـه وقال بصوت عظيم : مالي ولك يا يسوع 000 أطلب منك ألا تعذبني لأنه أمر بالروح النجس أن تخرج من الإنسان ، لأنه منذ زمان كثير كان يخطفه ، وقد ربط بسلاسل وقيود محروساً ، وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلى البراري ، فسأله يسوع قائلاً : ما اسمك ؟ قال : لجئُون لأن شياطين كثير دخلت فيه ، واطلب إليهم ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية ، وكان هناك قطيع من الخنازير ترعى في الجبل ، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ، ودخلت في الخنازير ، وخرجوا ليروا ما جرى ، وجاءوا إلى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابساً عاقلاً جالساً ) ( إنجيل لوقا – الإصحاح : 8 ) 0
-ما جاء في إنجيل مرقص: "ولمَّا صار المساء، إذ غربت الشمس، قدمَّوا إليه جميع السُّـقماء والمجانين، وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب، فشفي كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه".
( إنجيل مرقص: الإصحاح الأول، الفقرات 32-38، وانظر قصصاً أخرى في نفس الإنجيل، الإصحاح السابع الفقرات 24-30، والإصحاح التاسع، الفقرات 14-29)
قال الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( والديانة اليهودية تعترف بأن هناك توابع من الجان تصاحب الإنسان وتصرعه ، وهي تنهى الناس عن مصاحبتها ، ففي التوراة : " لا تلتفتوا إلى الجان ، ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم ، والنفس التي تلتفت إلى الجان والتوابع لتزني وراءهم ، أجعَل وجهي ضد تلك النفس ، وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فإنه يقتل 0 وفي تاريخ منسي ملك يهوذا أنه استخدم جاناً وتوابع " 0
( نقلاً عن الهدى إلى دين المصطفى – 2 / 65 – أنظر الكتاب المقدس " العهد القديم " سفر اللاَّويين ، الإصحاح رقم 20 ، فقرة 27 )
الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذا البحث، وأرجو أن يكون عملي هذا خالصاً لوجه الله الكريم،وقد جمعت لكم هذه المادة من عدة رسائل لتعم الفائدة للجميع منهم الرد على المنكرين د. صالح الرقب ورسالة الشيخ أسامة بن ياسين المعاني وليطلع عليها كل من له استفسار ولكثرة ما نسال عن هذا الأمر جمعت هذة المادة لتكون شاملة مبينة مع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة .ومن الحياة العملية .ومن خبراتى
أدعوا من الله أن أكون قد وفقت وأخيرا أن الحمد لله رب العالمين
مع تحيات اخيكم .هلال حسين ابو اكرم