أبو أكرم
عدد المساهمات : 27 تاريخ الميلاد : 04/11/1991 تاريخ التسجيل : 21/04/2010 العمر : 33 المزاج : رايق
| موضوع: الشعر والنثر الأربعاء أبريل 21, 2010 5:08 pm | |
| قبل الحديث عن شرعية أو عدم شرعية قصيدة النثر، في البداية، علينا أولاً فهم ودراسة دورة الحياة المتغيرة وتطورها، فلو عدنا إلى الوراء، وبدأنا بالإطلاع ودراسة تاريخ الأدب والفن، لوجدنا بأن العديد من المبدعين في العالم لم تحظ أعمالهم الإبداعية، سواء الفنية أو الأدبية بالتقدير والمكانه المستحقة في الزمن الذي تم فيه إنتاج تلك الأعمال الإبداعية، وإنما حظيت بالتقدير والمكانة بعد سنوات عديدة خلت فالإبداع الحقيقي دوما يثير جدلا قويا في البداية، وقد يحتاج إلى سنوات أو ربما إلى قرون، تبعا لتطور وعي الشعوب، وتطور مفاهيم النقد، لأن الإبداع يسبق الفكر الإنسانيالسائد . من هذا الفهم أرى أن المستقبل لقصيدة النثر وقد بدأت بالفعل تأخذ مكانتها في العالم العربي وبدأت تفرض وجودها على خارطة الإبداع، أما الذين يرون غير ذلك، فهم مجموعة من العجزة، غير قادرين على فهم دورة الحياة المتغيرة والمتجددة..أنا لا أتفق مع تسمية قصيدة النثر بهذا الاسم لأن في ذلك إنقاص من قيمتها الإبداعية ، و أفضل تسميتها كما يطلق عليها الرومان " القصيدة البيضاء" أو بالشعر الصافي أو الخالص إلا أنني أرى أفضل تسميه لها " القصيدة الكريستاليه " أو " القصيدة الكونيه " أما القصائد الموزنة فهي ليست شعرا بل نظم و ترتيب كلام لا علاقة لها بالشعر ، كما قال جبران : " الشعر وميض برق والنظم ترتيب كلام، فليس إذن من الغريب أن يرغب الناس في الترتيب وهو في مرتبتهم دون الوميض وهو في الفضاء."لهذا جاء الوقت لإخراج الشعر من كل تلك المفاهيم العقيمة التي تفتقد إلى الرؤية والإبداع ،وبالتالي تحد من الإبداع . ومن لا يفهم القصيدة الكريستالية أو القصيدة الكونيه أو القصيدة البيضاء ولا يتذوق جمالها ، فهذا لا يعيبها وانما قصر نظر عند القارئ أو الناقد في رؤية مفهوم الإبداع ..يقول جبران : أحب في الأدب ثلاثة : التمرد والإبداع والتجرد وأكره ثلاثة : التقليد والمسخ والتعقيد..كتب افلاطون محاورته " ايون" يتناول فيها مسالتين مهمتين من صميم النقد الأدبي أولاهما: ما مصدر الشعر لدى الشاعر: الفن أم الإلهام، والثانية: ما الفرق بين حكم الشاعر والناقد الأدبي على الشيء من جهة وبين حكم العقل والعلم على نفس الشيء؟ يرى أفلاطون في محاورته أن مصدر الشاعر هو الإلهام ومصدره إلهي محض وقد قرن الشاعر بالأنبياء وبالعرافين، وهذه الفكرة مرجع من اعتادوا بالإلهام والقريحة في الشعر لا بالصنعة والتعلم، أما في المسألة الثانية: يقرر أفلاطون أن مقدرة الشاعر على تأليف شعر في شيء غير مقدرة المرء على شرح نفس الشيء شرحا عقليا وأن الشعر ليس هدفه الشروح العملية... ونستشهد بخاتمة قصيدة " فن الشعر" للشاعر " أرجبيلود مكليش" والتي تقول: | |
|